کد مطلب:309768 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:296

القسمت 05


دخلت القافلة یثرب وانطلقت أناشید الفرح تملأ الفضاء...

طلع البدر علینا من ثنیات الوداع

وجب الشكر علینا ما دعا للَّه داع

أیُّها المبعوث فینا جئت بالأمر المطاع

جئت نورت المدینة مرحباً یا خیر داع

وامتزجت كلمات الفرح مع زغارید النسوة وارتدت یثرب حلّة جدیدة.

و مرت «القصواء» تشقّ طریقها بین الجماهیر و تناثرت كلمات رجاء هنا و هناك:

- انزل یا رسول اللَّه علی الرحب والسعة.

- دعوا «الراحلة» فإنها مأمورة.

وسارت «القصواء» حتی اذا وصلت بیت «أبی أیوب» شمّت


رائحة وطن فأناخت رحلها وبركت، وفی تلك البقعة من أرض اللَّه ارتفعت قواعد مسجد قدر له أن یصنع التاریخ و الحضارة.

و تساءل بعض المسلمین تری كیف ندعوا إلی الصلاة. قال أحدهم:

- ننفخ بالبوق كما یفعل بنو قریظة... ألسنا نتجه فی الصلاة إلی قبلتهم؟.

- الناقوس أفضل... ناقوس النصاری له صوت ساحر..

و كان للسماء رأی آخر... هبط جبریل یحمل النداء، ان اللَّه یأمركم أن ترفعوا الأذان..

و ترقرقت فی جنبات المدینة كلمات السماء و كان بلال یدعو المسلمین: اللَّه أكبر حی علی الفلاح حی علی الصلاة.

و تمرّ الأیام، و یشتد عود الإسلام؛ و نمت فاطمة... تفتحت للحیاة الجدیدة.. حیاة تنبض بدف ء الایمان و الأمل.. و أبوها محمد یرسم الطریق الذی یمر عبر یثرب قلب العالم.

توالت الأحداث و تستیقظ جزیرة العرب علی انباء ستغیر مسار التاریخ. اتجه المسلمون إلی الكعبة فی الصلاة بعد ما كانوا یتّجهون إلی بیت المقدس... واغتاظ الیهود... ثم ولد رمضان... رمضان الكریم، و أصبح للمجتمع الولید أعیاد فرح.. عید «الفطر» و عید


«الأضحی» و تدفّق نهر الزكاة یطهر الأغنیاء و یحیی الفقراء؛ ثم هبّت المدینة لتشارك كلّها فرحة النبی والذین آمنوا معه.

كبرت فاطمة سیدة النساء... أُم أبیها... نفسی التی بین جنبی... و فاطمة بضعة منی...

مضی «أبوبكر» و هو یحث الخطی إلی منزل النبی... وفی قلبه اُمنیة طالما حدّث بها نفسه. لاشك أن رسول اللَّه سیقبل طلبه فهو صاحبه الذی هاجر معه فارّاً من مكة... و تحمل معه مشاقّ الهجرة و مخاطر الطریق... ثم انه قد زف الیه ابنته عائشة وهی ما تزال صغیرة بعد... و أیّ شرف عظیم من مصاهرة رسول اللَّه...

طرق «الصحابی» الباب برفق... جلس قبالة النبی...

- جئتك خاطباً یا نبی اللَّه.

تمتم النبی:

- أمرها إلی ربها.

نهض «أبوبكر» و استأذن بالإنصراف... و فی الطریق كان أبو عائشه یفكر- ألا یكون قد أغضب النبی فینزل فیه وحی من السماء.

وسمع «أبوحفصة» بقصة صاحبه فاستیقظت فی نفسه رغبة سرعان ما استجابت لها جوارحه...

مضی «عمر» مسرعاً نحو منزل «الرسول» و استأذن فی الدخول


علیه... انه لا یحب الانتظار أكثر من ذلك فقال علی الفور:

- جئتك خاطباً ابنتك فاطمة.

قال النبی:

- انتظر بها أمر اللَّه...

و هیمن صمتٌ ثقیل.. و نهض «أبوحفصة» بعد أن استأذن النبی و غادر المنزل مثقل الخطی و وجد نفسه یمضی إلی منزل صاحبه «أبی عائشة» ربما لیتحدث معه بشأن «فاطمة»، تری من سیحظی بهذا الشرف الرفیع... مَن سیقترن بسیّدة نساء العالمین.